مسجد القبلتين

القِبلة في اللغة هي الجهة، أمّا اصطلاحا فهي الوجهة التي يستقبلها المسلمون في صلاتهم. كان المسلمون يتّجهون في صلاتهم نحو المسجد الأقصى. إلّا أنّ النبيّ ﷺ كان يرغب في أن يصلّي إلى جهة الكعبة المشرّفة قاصدا بذلك مخالفة اليهود، وقال لجبريل: “وددت أن يصرف الله وجهي عن قبلة اليهود، فقال: إنما أنا عبد، فادع ربك واسأله”، فجعل يقلب وجهه في السماء يرجو ذلك، حتى أنزل الله عليه: “قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ”^[١][٢]. وذلك بعد ستة عشر شهرا من مقدمه المدينة قبل واقعة بدر بشهرين.

سمي مسجد بني سلمة بمسجد القبلتين لأن النبي ﷺ صلى فيه ركعتين من صلاة الظهر إلى المسجد الأقصى وَأمر أَن يسْتَقْبل الْكَعْبَة وَهُوَ رَاكِع فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة. وفي كشف المشكل من حديث الصحيحين لابن الجوزي:“ زار رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أم بشير بن الْبَراء ابْن معْرور، فتغدى وَأَصْحَابه وَجَاءَت الظّهْر، فصلى بِأَصْحَابِهِ فِي مَسْجِد الْقبْلَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ من الظّهْر إِلَى الشَّام وَأمر أَن يسْتَقْبل الْكَعْبَة وَهُوَ رَاكِع فِي الرَّكْعَة الثَّانِيَة، فَاسْتَدَارَ إِلَى الْكَعْبَة واستدارت الصُّفُوف خَلفه ثمَّ أتم الصَّلَاة، فَسُمي مَسْجِد الْقبْلَتَيْنِ لهَذَا^[٣].

يقع مسجد القبلتين على بعد ٤ كلم من المسجد النبوي على هضاب حرة الوبرة في منطقة بني سَلِمَهْ، وتصل مساحته إِلَى ما يقارب ٣٩٢٠ مترا مربع تعلوه قبتان ومئذنتان.

[١] سورة البقرة آية ١٤٤

[٢] إسلام ويب: زاد المعاد - بتصرف يسير

[٣] إسلام ويب: رقم الفتوى: ١٨٥٤٩٩