جبل أحد

أُحُدٌ جبلٌ يحبُّنا ونحبُّهُ^[١] ... حظي جبل أحد بهذه العاطفة من رسول الله ﷺ وذكر في أحاديث كثيرة. هو أكبر جبال المدينة وأعلاها وأحد الشواهد التاريخية المهمة في التاريخ الإسلامي. سُمّي بهذا الإسم لتفرده وتوحده وانقطاعه عن بقية الجبال من حوله. يتكون من صخر ناري أحمر اللون يقع إلى الشمال من المدينة المنورة على بعد ٤ كم من الحرم الشريف ويمتد من الجنوب الشرقي إلى الشمال الغربي ويبلغ طوله ٧ كم وعرضه ثلاثة كيلومترات.

ويرتبط ذكر جبل أحُد بالمعركة التاريخية الشهيرة معركة أحُد (السنة الثالثة للهجرة والموافق ٦٢٥م) التي دارت على مقربة منه، وكانت الغلبة فيها في جولتها الثانية للمشركين، نتيجة خطأ ارتكبه الرماة حيث عصوا أمر النبي ﷺ بعدم الخروج من الجبل، فخرجوا ظنًّا منهم أن المعركة انتهت، فكشفوا ظهور المسلمين، فحمل المشركون على المسلمين، فقتلوا منهم مقتلة عظيمة، فإنا لله وإنا إليه راجعون. ومما حدث في هذه المعركة وله ارتباط بجبل أحُد أن النبي صلى الله عليه وسلم التجأ إليه هو وكبار الصحابة فاهتز بهم الجبل فقال عليه الصلاة والسلام: "اثبت أُحُدُ فإنَّما عليكَ نبيٌّ وصدِّيقٌ وشَهيدانِ.."^[٢][٣ .^[تقع عند سفح الجبل "مقبرة الشهداء" التي دفن فيها شهداء غزوة  أحد.

كما أتى ذكر جبل أحد في مواضع عدة منها:

-     في ثقل ساقي ابن مسعود رضي الله عنه: "و الذي نفسي بيدِه لَهُمَا أَثْقَلُ في الميزانِ من جَبَلِ أُحُدٍ"^[٤[

-     في الإنفاق: "ولو أنفَقْتَ مِثلَ أحُدٍ ذَهَبًا في سبيل الله، ما قَبِلَه الله منك حتى تؤمِنَ بالقَدَرِ، وتعلَمَ أنَّ ما أصابك لم يكن لِيُخطِئَك وأنَّ ما أخطأك لم يكن ليُصيبَك"^[٥[

-    في بيان أجر صلاة الجنازة: " مَن صلَّى علَى جِنازةٍ فلَه قيراطٌ ومن شَهِدَها حتَّى تُدفَنَ فلَه قيراطانِ والَّذي نفسُ محمَّدٍ بيدِه القيراطُ أعظَمُ من أُحُدٍ هذا "^[٦[.

[١] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: ٤٤٢٢

[٢] صحيح البخاري الصفحة أو الرقم: ٣٦٧٥

[٣]  موقع إسلام ويب: معالم تاريخية

[٤] غاية المرام الصفحة أو الرقم: ٤١٦ : إنَّ عبدَ اللهِ بنَ مسعودٍ انْكَشَفَتْ ساقُه ، وكانت دقيقةً هزيلةً ، فضَحِكَ منها بعضُ الحاضِرِينَ . فقال النبيُّ : أَتَضْحَكُونَ من دِقَّةِ ساقَيْهِ ! و الذي نفسي بيدِه لَهُمَا أَثْقَلُ في الميزانِ من جَبَلِ أُحُدٍ.

[٥] سنن أبو داود الصفحة أو الرقم: ٤٦٩٩

[٦] صحيح ابن ماجه الصفحة أو الرقم: ١٢٦١