الحجر الاسود

حجر من الجنة تبدأ وتنتهي به نسك الطواف، نزل به جبريل عليه السلام على إبراهيم عليه السلام عندما رفع قواعد البيت العتيق. اطهر جزء في الكعبة وشاهدا يوم القيامة على من استلمه. قال رسولُ اللهِ ﷺ في الحَجَرِ: "واللهِ ليبعثنَّه اللهُ يومَ القيامةِ، له عينانِ يبصرُ بهما، ولسانٌ ينطقُ به، يشهدُ علَى مَنْ استلمَه بحقٍّ"^[١]. وقال ﷺ في فضل مسحة واستلامه: "إنَّ مسحَ الحجرِ الأسودِ، والركنَ اليمانيِّ، يَحُطَّانِ الخطايا خطا"^[٢]. كان الحجر الأسود ابيض اللون وأصبح اسوداً من خطاي البشر، فقد ورد عن النبي ﷺ أنه قال: "نزل الحجرُ الأسودُ مِن الجنةِ وهو أشدُّ بياضًا مِن اللبنِ، فسوَّدَتْه خطايا بني آدمَ"^[٣].

في وضع الحجر الأسود أظهر الله حكمة نبيه ﷺ قبل أن يبعثه بخمس سنوات حين اجتمعت قريش لتجديد بناء الكعبة وكانت كما بناها ابراهيم واسماعيل عليهما السلام حجارة فوق القامة وقسموا العمل بين القبائل حتى وصلوا إلى وضع الحجر الأسود في مكانه دبَ الشقاق بين قبائل قريش، فكلٌّ يريد أن ينال شرف رفع الحجر الأسود إلى موضعه، وكادوا أن يقتتلوا فيما بينهم، حتى أشار أحدهم بأن يكون أوَّل مَن يدخل مِن باب المسجد هو الذي يقضي بين القبائل في هذا الأمر، ففعلوا، فكان أوَّل داخل عليهم رسول الله ﷺ، فلمَّا رأوه قالوا: هذا الأمين، رضينا، هذا محمَّد، فلمَّا انتهى إليهم، وأخبروه الخبر، قال ﷺ: "هلمَّ إليَّ ثوبًا، فأُتِي به، فأخذ الركن، فوضعه فيه بيده، ثمَّ قال: لتأخذ كلُّ قبيلة بناحية مِن الثَّوب، ثمَّ ارفعوه جميعًا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثمَّ بنى عليه"^[٤].

[١] صحيح الترمذي الصفحة أو الرقم : ٩٦١

[٢] الجامع الصغير الصفحة أو الرقم : ٢٤٣٢

[٣] سنن الترمذي الصفحة أو الرقم : ٨٧٧

[٤] السِّيرة النَّبويَّة لابن هشام (١/١٣٨)